منى نعلاوي
تصوير : علاء الدين البطاط
مونتاج : محمد الجبر
مشاجرات تملأ البيوت بكاء وصراخا ، أمهات يفجعن بفلذات أكبادهن ، آباء تحترق قلوبهم على أبنائهم ، أخوات وإخوة يفقدون السند نتابع من جديد مسلسل ضحايا المشاجرات والتي من بينها الشاب فادي القدومي ذو الثامنة والعشرون عاما ، الكاميرا كانت في منزله والتقت أسرته المكلومة بمقتله ، عائلة بأكملها دمرت ، موت وإصابات وقاتل مجهول ، وهذه تفاصيل نهار دام في منطقة جبل النزهة في عمان ...
الرواية الامنية :
قٌتل شخص وأصيب آخر خلال مشاجرة مسلحة وقعت الأحد بتاريخ 27 / 6 / 2021 في منطقة جبل النزهة بعمان ، بين عدد من الأشخاص ، إثر خلافات بينهم ، و استخدمت خلالها الأسلحة النارية.
وقال مصدر أمني أنه تمت السيطرة على المشاجرة وفُتح تحقيق في الحادثة.
والد المغدور " ابني قتل بوحشية "...
والد المغدور زهير عودة " أنا لا أعلم سبب المشاجرة التي أدت إلى مقتل ولدي ، كل ما أذكره هو المشهد الذي لا يفارقني عندما وصلت إلى المستشفى ووجدته ميتا ، وعندما رأيته في المشرحة ورأسه ينزف أمام عيني وهو مغطى بكفنه أصبت بصدمة شديدة ، شعور قاسي جدا ، لا أملك اليوم سوى دعائي للرحمن أن يرحمه ويسكنه فسيح جنانه ، وأنا كأي أب أطالب بحق ولدي الذي قتل بطريقة وحشية ولن يضيع حقه بإذن الله ".
الأم حياة عبدالله تقول بحرقة " أنا الخاسر الأكبر في ما حدث أحد أولادي قتل والآخر أصيب وكان على وشك الموت والآخر خلف القضبان على خلفية هذه المشاجرة والتي كانت من البداية لا تخصهم ، هم فقط ضحايا ، المشكلة كانت بين ابن عمهم وطرف الخلاف الآخر ، وأبنائي بمن فيهم المرحوم ذهبوا معهم بهدف الإصلاح والخير ، وفي موقع الجريمة تفاجأوا بإطلاق النار عليهم ووقعت الكارثة ".
وتتابع " أم ترى فلذة كبدها جثة أمام عينيها وهو شاب في مقتبل العمر لم يكمل الثامنة والعشرين من عمره ، آخر كلماتي له قبل دفنه " الله يرضى عليك ويسامحك ويرحمك والجنة مثواك بإذن الله " ، وتستذكر مواقف تجسد حنان الابن البار بها رحمه الله ، منها أنه لا يشرب قهوته بدونها حتى يتبارك بها كل يوم ، كانت تحلم أن تفرح به عريسا واليوم بمشيئة الله سيتزوج حورية من الجنة كما تمنت والدته .
شقيق المغدور " خمس اشخاص اشتركوا في قتل أخي ...
المشاجرة بدأت من الطرف الآخرعلى حد قول شقيق المغدور فراس عودة " خرج إخوتي و أبناء عمومتي لإتمام مصالحة مع طرف الخلاف الآخر ، ولم يمض وقت طويل حتى أبلغت بأنهم في المستشفى ، في البداية أخبرونا بأن إخوتي في العناية الحثيثة رغم أن شقيقي المرحوم فادي كان متوفيا حينها ، إلى أن أخبرونا بوجوده في ثلاجة الموتى ، ونحن الآن ننتظر حق ولدنا من خمسة أشخاص اشتركوا في مقتله ، إضافة إلى اثنين من إخوتي أحدهم مصاب والآخر في السجن على خلفية ما حدث ".
وبحرقة يضيف فراس بأنه لم يقوى على تغسيل شقيقه وتكفينه ولم يستطع رؤية هذا الألم بعينه وهو أقرب وأحب الأشخاص إلى قلبه مرافقه في العمل والمنزل وصديقه العزيز .
عمة المغدور " أمطروا أبناءنا رصاصا "...
تحدثنا عفاف عودة عن يوم الحادثة " فتقول :
نحن نسكن في بيت واحد كعائلة ، يوم الحادثة تفاجأنا جميعا بعودة الشباب ومن بينهم ابني بإصابات جراء أعيرة نارية نتيجة مشاجرة وكل ما نعلمه بالأصل أن خروجهم كان في إصلاح ، تم نقل المصابين إلى المستشفى بما فيهم ولدي وهناك صدمنا بوفاة فادي رحمة الله عليه ، أولاد أخي أعتبرهم أبنائي ونحن لا نريد سوى حق من أصبح تحت التراب وحماية من بقي وتضرر ، نحن كعائلة تدمرنا جميعا نتيجة ما حصل بمعنى " موت وخراب ديار " ، وكما أخبروني شباب العائلة أثناء توجههم لموقع الجريمة بأن الابتسامة والسعادة وخفة الظل كانت لا تفارق المرحوم ، وهناك شهود أخبرونا بأن طرف الخلاف الآخر أمطروا أبناءنا رصاصا .
وطالبت عائلة المغدور بإعدام كل من تسبب بمقتل ولدهم والذي هو في مقتبل العمر الشاب فادي ، مشددين على أن كل من كان له يد في ذلك يجب أن يحاسب ، وهم على ثقة بقضائنا العادل .